قطف وفرز وتدريج وتعبئة ثمار الفاكهة
تحية طيبة ....
تعد عملية قطف ثمار الفاكهة ومداولتها وخاصة الطرية منها في غاية الاهمية وذلك للمحافظة على نوعيتها الجيدة وتقليل التلف واطالة عمر التخزين فالقطف غير الصحيح والتداول غير السليم للثمار سواء في الحقل او في بيت التعبئة والتخزين والتسويق يؤثر مباشرة على الصفات التسويقية للثمار فالرضوض والاضرار الاخرى تظهر على الثمار بشكل بقع بنيه او سوداء مما يقلل من جاذبيتها اثناء التسويق كما ان الجروح والخدوش تعمل على سهولة دخول الكائنات الحية الدقيقة والمسببة لتعفن الثمار كما ان سرعة تنفس الثمار المقطوفة تزداد كثيرا ً عند تضررها ميكانيكيا ً ويقصر من عمر خزنها . يتبين من الامور اعلاه ان عدم المعرفة الصحيحة بموعد وطريقة القطف للثمار ومداولتها يسبب خسائر كبيرة في كمية الحاصل ونوعية وعمر خزنه واسعار البيع والارباح الممكن تحقيقها منها ويجب ان تقطف ثمار الفاكهة وخاصة الطرية منها لغرض الاستهلاك الطازج بحيث تكون في المرحلة المناسبة من اكتمال النمو وان تكون خاليه من الرضوض والخدوش والاضرار الاخرى بقدر المستطاع لذلك وجب تحديد موعد قطف ثمار كل صنف حسب المنطقة المزروع فيها وعمليات الخدمة البستانية المتبعة وخاصة التسميد والري ومكافحة الافات لانه اذا قطفت الثمار قبل المرحلة المناسبة للقطف فأن نضج الثمار يكون غير طبيعيا ً وهذا يؤثر سلبيا ً على طعمها ونكهتها وصفاتها الاخرى . اما اذا قطفت الثمار في مرحلة متقدمة من النضج فعندئذ تكون سهلة التعرض للرضوض او الخدوش اثناء وبعد القطف كما ان كمية الثمار الساقطة على الارض قبل القطف تكون كثيرة وان عمرها الخزني قصير كما ان طعمها اقل استساغة من قبل المستهلك .
الاستعداد للقطف
يجب الاستعداد لقطف الثمار قبل بدء موعد القطف بفترة كافيه تجنبا ً للوقوع في مشاكل تؤثر على نوعية الثمار وكميتها الصالحة للتسويق واسعارها وخاصة الفاكهة الطرية ويعد تخمين كمية الحاصل الخطوة الاولى والمهمة في الاستعداد لقطف الثمار لانه على ضوء ذلك يتم توفير وتهيئة المستلزمات المهمة الاخرى واللازمة لعملية القطف ويتم تخمين المحصول عن طريق اختيار ثلاثة اشجار بطريقة عشوائية لكل دونم ( الدونم وحدة قياس يساوي 2500 متر مربع )من البستان على ان لا تكون الاشجار المنتخبة لتخمين الحاصل من اشجار الخطوط الخارجية للبستان وذلك لكون حملها من الثمار يفوق نظيرتها في الداخل كما يجب ان لا تكون هذه الاشجار حاملة للثمار بكميات كثيرة جدا ً مقارنة بالاشجار الاعتيادية في البستان وان نتائج التقييم يجب ان تثبت في سجل خاص وتقارن مع الحاصل الحقيقي بعد الانتهاء من القطف لملاحظة مدى دقة التقييم للاستفادة من ذلك مستقبلا ً .
ومن مستلزمات القطف ضمان توفير ما يأتي قبل البدء بعملية القطف :
1 – الايدي العاملة :
يجب تقدير الايدي العاملة اللازمة وضمان الحصول عليها منذ البدء بقطف الثمار والى الانتهاء منه ويفضل ان يستخدم لهذه العملية من كان له خبرة سابقة والا وجب تدريبه على ذلك ليتجنب رض الثمار او خدشها او جرحها او كسر الافرع او الدوابر في الشجرة ويمكن للعامل المدرب جيدا ً ان يقطف ما بين 2 – 3 طن ثمار تفاح يوميا ً و 80 – 100 كغم زيتون في اليوم الواحد .
2 – تهيئة ادوات القطف المناسبة للفاكهة المعينة :
مثل الحقائب والسلال واوعية النايلون ويجب ان يتوفر فيها ما يلي :-
أ – ان تكون سهلة الصنع والحمل وخفيفة الوزن .
ب – ان لا ترض الثمار او تجرحها .
جـ - ان تستوعب كمية مناسبة من الثمار 8 – 10 كغم .
د – ان تكون عملية تفريغ الثمار سهلة من دون ان تسبب أي ضرر ملحوظ عليها .
هـ - ان تكون مصنوعة من مادة قوية لا تستهلك بسرعة .
و – ان تسمح بالعمل بكلتا اليدين من دون اعاقة العامل .
3 – تهيئة السلالم :
يجب ان تكون السلالم المستعملة في قطف الثمار خفيفة الوزن وقوية البناء ومتوازنة بشكل جيد وذلك لان عامل القطف يمضي وقتا ً طويلا ً خلال النهار في الصعود والنزول عليها ونقلها من شجرة الى اخرى كما يعتمد طول السلالم المستخدمة في البساتين على ارتفاع الاشجار حيث تتراوح بين 2 الى 9 متر او اكثر كما يجب ان يكون الطرف العلوي للسلم اقل عرض من الطرف الاخر حتى يسهل ادخاله بين افرع الشجرة . اما العدد اللازم من السلالم فيعتمد على مساحة البستان وعادة يعتبر سلم واحد لكل 3 – 4 دونمات .
4 – تهيئة صناديق تجميع الثمار في البستان :
توجد عدة انواع من الصناديق المستعملة في البستان لغرض تجميع الثمار فيها ونقلها الى بيوت التعبئة او المخازن المبردة ا والى قنوات التسويق وهذه الصناديق تختلف بأختلاف انواع الفاكهة فمثلا ً في حالة العنب والتين والمشمش والتوت فأنها توضع في صناديق صغيرة مباشرة في الحقل وترسل الى مخازن التبريد او التسويق مياشرة كونها طرية وسريعة الضرر اثناء تداولها اما في حالة التفاح والكمثرى وغيرها من الثمار التي تتحمل عمليات التدريج والفرز وغيرها من العمليات قبل التخزين المبرد او التسويق فأنها توضع في صناديق كبيرة قد تصل سعتها الى 320 – 400 كغم وبعد ذلك يمكن تدريج وغسل وفرز الثمار ووضعها في صناديق التسويق التي تتسع الى 25 – 30 كغم .
تحديد موعد قطف ثمار الفاكهة :
تصل جميع الفواكه النفضية عدا الكمثرى الى احسن حالة صالحة للاستهلاك الطازج عندما تنضج على الشجرة لكن الثمار الناضجة لا تتحمل القطف والتداول والنقل الى مسافات بعيدة مقارنة بالثمار المكتملة النمو بالاضافة الى ان عمر الخزن يكون قصيرا ً لذلك وجب قطف الثمار في المرحلة المناسبة التي تتضمن نضجها بصورة طبيعية وجيدة بعد قطفها وتوجد مؤشرات او ادلة عديدة مستعملة في تحديد موعد قطف انواع واصناف الفاكهة المختلفة في أي منطقة من مناطق زراعتها وهذه المؤشرات والادلة ايضا ً تتأثر بالظروف المناخية والتربة وعمليات الخدمة البستانية وطريقة استعمال الثمار وهذه المؤشرات هي :
1 – صلابة لحم الثمار :
تقل صلابة لحم الثمار للفاكهة الطرية باكتمال نمو ونضج الثمار لذلك تعد مؤشر جيد في تحديد موعد قطف العديد من انواع الفاكهة مثل التفاح والكمثرى والخوخ وتختلف درجة صلابة لحم الثمار عند القطف بأختلاف الانواع والاصناف والظروف المناخية السائدة وعمليات الخدمة البستانية لذلك نلاحظ ان درجة صلابة لحم الثمار الموصى بها عند قطف ثمار صنف معين تختلف بأختلاف المناطق .
2 – عدد الايام من الازهار الكامل الى القطف :
يعد هذا المؤشر جيدا ً في تحديد موعد قطف العديد من انواع الفاكهة ولقد وجد ان عدد الايام هذه يكون ثابتا ً تقريبا ً للصنف في المناطق المختلفة الا في حالات استثنائية كارتفاع او انخفاض معدلات الحرارة خلال موسم النمو عن معدلاتها الاعتيادية كما ان كثرة الحاصل او قلته عن الحاصل الاعتيادي يؤثر على تأخير او تبكير موعد قطف الثمار .
– اللون الاساسي :
يتغير اللون الاساسي (( الارضي )) للثمار تدريجيا ً من الاخضر الى الاصفر كلما تقدم اكتمال نمو الثمرة على الشجرة في الاصناف الصفراء اللون من التفاح والى الاحمر في الاصناف الحمراء . توجد لوحات لونية خاصة بالاصناف الصفراء والحمراء للتفاح والثمار للانواع الاخرى مثل الموز والمشمش والخوخ وغيرها ، وتتكون اللوحات اللونية من اربعة مستويات من التلوين ويمكن ان تقطف الثمار عندما تبلغ قيمة قراءة اللون بين 2 – 3 درجات ، يعد هذا المؤشر جيد بالرغم من انه قد تحصل اختلافات فيه بسبب الاختلافات البيئية في المواسم المختلفة وكذلك بسبب الحالة الغذائية للشجرة وكمية الحاصل الموجود على الشجرة . فمثلا ً تزداد سرعة تغير اللون الاخضر الداكن الى الاصفر او الاحمر بارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها خلال البضعة اسابيع الاخيرة من موسم النمو بينما يتأخر التحول باللون في حالة الحمل الغزير ومستويات النتروجين (( الازوت )) العالية في الاوراق .
4 – اللون السطحي :
وهواللون الذي يتكون فوق لون الاساس والذي تسببه بعض الصبغات الثابتة مثل الانثوسيانين والكاروتين واللايكوبين كما في حالة الانثوسيانين في التفاح ويعتمد تكوين الصبغات النباتية للون السطحي على عوامل عديدة وفي مقدمتها درجة الحرارة والعناصر المغذية ورطوبة التربة وضوء الشمس واضرار الحشرات والصفات الوراثية للصنف . ان السماء الصافية ودرجات الحرارة قبل موعد القطف تعد ملائمة تماما ً لتكوين اللون الاحمر في التفاح عندما لا تكون هناك عوامل اخرى محدده لتكوين الصبغة في الثمار كما ان نقص الرطوبة الارضية كثيرا ً خلال 1 – 3 اسابيع قبل القطف يسبب تلون الثمار بلون احمر داكن . كما يجب الاعتناء بتقليم الاشجار بحيث يسمح بنفوذ الضوء الكافي الى جميع اجزاء الشجرة لكي تتلون الثمار ومن جميع جوانبها اما التسميد النتروجيني الزائد فأنه يؤخر النضج ويقلل من تلون الثمار بشكل جيد .
5 – لون البذور :
يعتبر هذا المؤشر جيدا ً في التفاح والكمثرى خاصة حيث يتغير لون البذور في الثمار من الاخضر او الابيض الى القهوائي او البني كلما تقدم تكامل نموها ونضجها فالثمار التي تقطع لمعرفة نسبة المواد الصلبة الذائبة فيها والتي قيست درجة صلابتها ايضا ً يلاحظ لون بذورها وتسجل النسبة المئوية للون البذور في كل مرحلة من مراحل اجراء الاختبارات الخاصة بذلك وتقارن مع المقاييس المتعارف عليها والمثبتة حسب النوع وربما الصنف ايضا ً .
6 – حجم الثمار :
يتناسب حجم الثمار بشكل عام تناسبا ً طرديا ً مع اقتراب موعد اكتمال النمو للثمار كما ان الظروف المناخية وعمليات الخدمة وكمية الحاصل على الشجرة تجعل الاعتماد على هذا المؤشر قليلة في قطف بعض الثمار وتوجد حلقات ذات اقطار معينة تسمى حلقات قياس الحجم لقياس حجم الثمار .
7 – المواد الصلبة الذائبه :
تكون السكريات الذائبة معظم المواد الصلبة الذائبة في عصير الفواكه ويمكن قياسها بواسطة جهاز المكسر الذي يقيس دليل الانكسار او صفات انحناء الضوء ويعد مؤشر المواد الصلبة الذائبة جيدا ً لتحديد موعد قطف العديد من انواع الفواكه الطرية وخاصة العنب ويمكن استعمال المكسر اليدوي حيث يتميز بسهولة وسرعة استعماله حتى في الحقل .
8 – كمية النشأ :
يتحول قسم من النشأ الى سكريات اثناء اكتمال النمو والنضج ويمكن قياس النسبة المئوية للنشأ في الثمار (( التفاح والكمثرى )) بواسطة صبغة اليود . كيف يتم ذلك :
نحضر محلول صبغة اليود وذلك بأذابة مقدر 6 غرام من ايوديد البوتاسيوم في 400 مليلتر ماء ومن ثم يضاف مقدار غرام واحد من اليود ويخلط جيدا ً ثم تعمل شرائح رقيقة من الثمار المراد تقدير كمية النشأ فيها وتوضع في المحلول اليودي لمدة دقيقتين بعد ذلك ترفع من المحلول وتغسل بسرعة بواسطة الماء الجاري وتفحص الشرائح فالمناطق المحتويه على النشأ تكون قد تحولت الى اللون الازرق الداكن او الاسود والمناطق التي تحتوي على السكريات تبقى بيضاء ومن مساحة المناطق الملونة يمكن تقدير كمية النشأ في الثمار في المراحل المختلفة من اكتمال نموها ونضجها .
هناك مقاييس اخرى يمكن اعتمادها مثل طعم الثمار ونكهتها وسرعة تنفس الثمار ونسبة السكر الى الحامض في ثمار الحمضيات ونسبة الزيت في ثمار الزيتون وتشقق قشرة الثمار في فواكه الجوزيات وسهولة فصل النواة عن اللحم .
الطرق المتبعة في قطف الثمار :
تعتمد الطريقة المفضلة في قطف ثمار الفاكهة على عوامل عديدة واهمها :
1 – نوع الفاكهة وصنفها .
2 – طريقة استعمال الثمار .
3 – تكاليف القطف .
4 – حجم الحاصل .
5 – طريقة الزراعة ومسافات الغرس .
6 – مدى توفر وسائل ومستلزمات الطرق المختلفة للقطف .
7 – طبيعة ارض البستان من حيث الاستواء والانحدار .
اذن توجد طريقتان رئيسيتان لقطف ثمار الفاكهة المختلفة وهما :
الطريقة اليدوية :
تعتمد هذه الطريقة على قطف الثمار باليد بدون استعمال اية واسطة مساعده لذلك . ان استعمال هذه الطريقة تفسح المجال للقطف الاختياري للثمار وهذا يعني قطف ثمار الشجرة الواحدة على عدة وجبات بحيث يتم اختيار الثمار المكتملة النمو والناضجة في وجبة وترك الثمار الاخرى الى فترة او فترات لاحقه لكي يزداد حجمها وتلونها وتحسن صفاتها الاخرى وتستعمل طريقة قطف الثمار اليدوي في قطف العديد من انواع الفاكهة لغرض الاستهلاك الطازج ومنها التفاح والكمثرى والمشمش والخوخ والاجاص ... الخ . وتوجد حالات معينة تتطلب استعمال بعض الادوات المساعدة في قطف الثمار يدويا ً حيث تستعمل مقصات خاصة لقطف العنب وكذلك استعمال السكاكين الحادة القوية لقطع حامل النوره السميك للموز وكذلك الحال في عذق التمر .